في “عائشة تنزل إلى العالم السفلي إضافة فلسفية أرادت “بثينة العيسى” من خلالها أن تشير إلى علاقة التلازم بين الحياة والموت، والعالم الدنيوي والأخروي، في نظرة مغايرة نحو الزمن هي حكاية أم فقدت ابنها فأرادت الاحتفاظ بذكراه حية بعد أن مات ميتة مأساوية ما من شيء أكثر إيلاماً من فقدان شخص حبيب، وما من شيء أفظع من الاضمحلال التدريجي لذكراه، فكيف إذا كان الموت غرقاً وأمام العين بعد الموت المأساوي لطفلها، ترفض الأم القبول بفكرة الحياة من بعده، فتقرر النزول إلى العالم السفلي عبر الكتابة. وفي طريقها إلى دخول العالم السفلي عليها المرور عبر سبع بوابات وها هي الآن تعبر البوابة السابعة، على عتبة الرحيل الأخيرة ترى العدم يبرق ويشع ويمتص روحها، ولكن هناك شرط لدخول هذا العالم، أن تخلع عنها جرحها الصريح – ولدها وذكراه.. فهل تستطيع الأم أن تكون خارج هذا الجرح ؟ “أي عائشة (لقد صيغت قوانين العالم الأسفل بعناية واكتمال، فلا تناقشي يا عائشة شعائر العالم الأسفل ولدك هو ألمك ألمك هو أنت. الجرح بات له وجهك واسمك ولهاث أنفاسك، لا يعرف الناظر إليك أين يبتدئ جرحك وأين تنتهي صرختك تتشبثين بأحبال دموعك كما لو خلاصك. تتسربلين بحزنك الأبدي وتؤلمين العالم بألمك. ليس بوسع الكون أن يكون ضحيتك يا عائشة. اخلعي جرحك، قبليه بين عينيه وأطلقيه، حرّريه الثمي طيفه واسمحي له بالرحيل كل العلائق التي تركتها في البوابات الست السابقة كانت لأجل تهيئتك لهذه، كلها لا تضاهي هذه في الثقل والكثافة. لن يكتب لك الخلاص إلا بتجاوزك لنفسك امتلئي محبة يا عائشة وأطلقي روحه حرة، ماذا أنت الآن؟ روح محضة”. وها هي عائشة الآن تعترف بأنها لأول مرة في حياتها … أنا لأول مرة في حياتي استطعت أن أكونني، بدون أن أكون الزوجة، أو الأم، أو الابنة، بدون أن أكون أي شيء بخلاف ما أنا عليه، روح محضة. إحساسي بحقيقتي الروحية قوي جداً، ولست بحاجة لأن أموت لكي أشعر بذلك… فلأكف عن الكتابة إذن، وأذهب لتجربة العالم….”. وبعد “عائشة تنزل إلى العالم السفلي” أثر روائي ينطوي على جهد كبير على مستوى اللغة والخطاب والتقنيات والدلالات، ولعله أكبر مما تقضي الحكاية، ما يستدعي في المقابل جهداً في القراءة.
توفير
د.ا0.50عائشة تنزل إلى العالم السفلي
د.ا5.50د.ا6.00
رواية تتناول قصة امرأة تبحث عن هويتها في مواجهة التحديات الاجتماعية والثقافية.
Available on backorder
You may also like…
-
شرفة الفردوس
رواية تتناول ببراعة صراعات الإنسان الداخلية في رحلة البحث عن الحب والمعنى وسط قسوة الواقع.
د.ا5.00 -
حارس المدينة الضائعة
رواية تستعرض صراع الإنسان مع الفقد والمنفى، في سرد شعري عن المدن المفقودة والحنين الدائم.
د.ا9.00 -
بسم الأم والإبن
رواية تستعرض علاقة الأم بابنها في إطار من الحب والصراع مع قضايا المجتمع والتحديات الإنسانية.
د.ا5.00 -
سجين المرايا
رواية قصيرة تستكشف الصراع النفسي لشاب يبحث عن ذاته وسط الأسئلة الكبرى في الحياة.
د.ا5.00
كن أول من يراجع “عائشة تنزل إلى العالم السفلي”