‘أبُو عبدِ الله وأبُو المُغيث الحُسَين بن منصُور الحلَّاجُ الفارسيُّ البيضاويُّ الصُّوفيُّ (244 – 6 ذو القُعدة 309 هـ / 858 – 26 مارس 922 م) كان مُتصوَّفًا، وشاعرًا، ومُدرسًا للتصُّوف الفارسي، اشتهر بقوله “أنا الحق”، والذي رأى فيه كثيرون أنه ادَّعى الألوهيَّة، بينما فسَّرهُ آخرون على أنه مثال للفِناء، فقد اشتهر بفلسفته الرُّوحيَّة والغريبة لمُجتمعه، طاف الحلَّاج العديد من البلدان والمُدن لنشر طريقته وفلسفته، فاكتسب شُهرةً واسعة كواعظ ومُرشد، وزاد عدد أتباعه وخاصةً في العاصمة العبَّاسيَّة بغداد، والبَصْرة وخُراسان، قبل أن يتورَّط في صراعات السُّلطة في البلاط العبَّاسي، حيث حُوكم بتهمة الزَّندقة، وأُعدم في زمن الخليفة العباسي جعفر المقتدر بالله في يوم 24 ذي القعدة سنة 309هـ، الموافق 26 آذار/مارس سنة 922م.
انقسم المؤرخون في شأن الحلَّاج سواءً في زمنه أو في القُرون التالية، ما بين مُعظمٍ لشأنه ومُعتقدٍ بأن لديه الحق فيما قاله، وبين من يرى أنه خرج عن ملّة الإسلام بأفكاره وطروحاته