محمد مهدي الجواهري حياته وشعره

بواسطة (المؤلف)يوسف عطا الطريفي

د.ا12.78د.ا14.20

الجواهري شاعر جمع بين فخامة اللفظ وجزالة المعنى، فكان صوته صدى للعراق وأمته

يا ذكريات” تحشدي فرقاً، تشعُ الخيال وتملأ الأفقا وتأهبي زمراً تجهزني محض الأسى، والذعر والقلقا هُزّي الرتاج عليّ أُحكمه، وتقحّمي الباب الذي انقلقا / الليل صبّي في قرارته، من وحشة ما يفزع الفسقا / والريح خلّيها إذا صغرِت، في البيت تزسع من به فرقا/ خلّي الصغار من الأسى فَزَعا، يتساءلون: من الذي طرقا/ ودعي الكبار يَرَوّن مدخنةً فيه ولا يجدون محترقا / والنوم من فزع “الرؤى” يبساً ردّيه، أو بدمائها غَرَقا / ليعود مما “تنغثين” به، يسخأ فلا نَوما ولا أرقا/ والصبح رُدّيه لمبسمه شرقاً وبالعبرات مختنقا/ ثم أطلعي من كل زاوية، ذاك الجبين ووجهه الطَلِقا / حتى إذا انتصف الأصيل به، فتكوري في صلبه شفقا/ ثم اسكبي نَضْحَ الدماء به، ثم ابعثي من نشرها عَبقا/ وتمزقي قِطعاً مخرجةً، تمتص من نضماته علقا/ فكأن فيها الصُلْبُ منغلقاً… بجراحه، والصدر منخرقا / يا ذكريات تجسّدي بدناً… غض الصبا، وتعطري خلقاً/ عريان: لا خَتَلاً، ولا وغَراً… ضْحْيان: لا حلفاً، ولا ملقاً/ لم تتركي من كل شاردة…غطاً، ولا من تامة نَسَقَا/ يا ذكريات كلّها حُرَقٌ… تطأ الفداء، وتلهب الحدقا/ من لي بشعر خالقِ شجناً… للناس يعجزهم بها خَلَقا/ هي صورة صحراء من شجني… تدعي اليراع وترعب الورقا، ليرى الذين تجاهلوا يَرَما… أسيان: كيف يكابد الحُرَقا/ نت لي بأطيافٍ تراوحني… بالهمّ مصطحباً ومْغَتبقا/ متسلسلات كلما وجدت… فيها فراغاً، أفرغت خلقا/ مستجمعات كل خاطرةٍ ماجدّ من عهد وما خَلِقا/ ما كان مثل النجم مختفياً… تبديه مثل النجم منبثقاً.

You may also like…