إنها تلك الومضات الطفولية التي تستقر في حضن ذاكرته يحركها فتفتح على سيرورة أحداث لها مالها من الأبعاد في مشوار حياته جبرا إبراهيم جبرا، سجلها على صفحات “البئر الأولى” وما سجله هو شخصي بحت، وطفولي بحت، ومقتربه منه يتركز على الذات إذ يتزايد انتباهها، ويتصاعد إدراكها، ويعمق حسها، ولا تنتهي حيرتها. ولئلا ينزلق إلى التاريخ العائلي بتفرعاته (وفي ذلك ما فيه من الاغراء) آثر الكاتب الاستمرار باستقصاء كينونة واحدة تتنامى مع الأيام وعياً ومعرفة وعاطفة، تحيا براءتها، وتتشبث بها، والبراءة تزايلها، وهي طبعاً جزء من محيطها أنها بعض تلك البيوت والأشجار والوديان والتلال، بعض الشموس والأمطار والوجوه والأصوات، التي بها تحيا، وبها تكتشف القيم والأخلاق، وتكتشف الجمال والقبح والفرح والبؤس جميعاً. ولعل الكاتب عن تقصد أو غير قصد، جعل من الذات والمحيط أحياناً موضوعين متبادلين، في الواحد انعكاس للأخر، بل وتجسيد رمزي له أحياناً، ولأنه في زوال مستمر مع الزمن، فكانت محاولته هذه في وضعه يده عليه ليأسره في شبة من الكلمات، لئلا يقبع بالمرة.
توفير
د.ا0.50البئر الأولى
د.ا7.00د.ا7.50
البئر الأولى سيرة ذاتية تصور طفولة جبرا في بيت لحم، وتكشف ملامح وعيه الأول بالعالم والحياة.
Available on backorder
You may also like…
-
رحلة بالداسار
رواية مغامرات تاريخية تتبع رحلة تاجر يبحث عن كتاب غامض وسط اضطرابات القرن السابع عشر.
د.ا12.50 -
غرائب الغرب جزأين
كتاب يستعرض مشاهدات الكاتب ونقده للمجتمع الغربي من منظور ثقافي وحضاري خلال رحلته في أوروبا.
د.ا21.50 -
-
ليون الإفريقي
رواية تسرد سيرة خيالية لرحالة مسلم في زمن التحولات الكبرى بين الشرق والغرب في القرن السادس عشر.
د.ا12.50
كن أول من يراجع “البئر الأولى”