عاش المسلمون ما مضى من سنوات خلافة عثمان في عافية ورخاء، فالغنائم قد فتحت عليهم أبواب الخير وهيأت سبل الثراء، وشاع الأمن والغنى في صفوفهم، وتحركت الضغينة في قلوب الأعداء، وباتوا لا يقر لهم قرار لما يرون من وحدة الكلمة وشيوع الطائفية، وإنصراف المسلمين إلى الجهاد.
تحركت أصابع اليهودية التي ذاقت شر الهزيمة في خيبر، وكان هذا في العام الثلاثين للهجرة، وذلك لما تعرفه من سماحة حاكمها معاوية وحلمه، وكان على رأس هذه الفتنة عبد الله بن سبأ اليهودي الذي ادعى الإسلام، وعندما توجه إلى دمشق حاول إثارة فتنة مع محازبيه للنيل من معاوية وإليها إلا أن “عثمان رضي الله عنه” كتب إلى معاوية قائلاً: إن أهل الكوفة قد أخرجوا إليك نفراً خلقوا للفتنة، فرعهم، وقم عليهم، فإن آنست منهم رشداً فأقبل منهم، وإن أعيوك فارددهم عليهم.
كن أول من يراجع “الدولة الأموية عوامل البناء وأسباب الإنهيار”