هذا الديوان الذي بين أيدينا هو الجزء الكبير من ديوان أبي نواس المغفول عنه؛ للكم الهائل من الشعر فيه متاجوز فيها الحد، وهذا بعض من الديوان:
تــمـتـع بـالخـمـورِ وبـاللواط
ولا تخشَ المرورَ على الصراط
وخــذهــا قـهـوةً مـن كـفّ ظـبـي
رخـيـم الدل مـمـشـوقِ الشـطاطِ
يـعـاطـيـكَ المـدامَ بـلا مِزاجٍ
بـأطـيبِ ما يكونَ من التعاطي
وكـن فـي اللهو مهتوكاً خليّاً
سـليـمَ الحـلمِ مـحلولَ الرباطِ
فـذا طـيـبُ الحـيـاةِ وأيُّ عُـمر
لذي لهــوٍ يــطــيـبُ بـلا لواطِ
—
وعاذلةٍ تعيبُ عليَّ عادي
فقلتُ لها ضلَلتُ طريقَ عادي
رجعتُ إلى الخسارةِ والفسادِ
ولستُ بسالكٍ سُبُلَ الرشاد
وأقسمُ لا أجيبُ إلى ملامٍ
ولو صمّمتُ من صوتِ المنادي
ومالي والصلاةَ وصومَ شهرٍ
وقصدَ الحجّ أو قصدَ الجهادِ
سأخلعُ ما حييتُ عذارَ رشدي
وألبسُ جامحاً عذرَ الفساد
وأعصي عاذلي سرّاً وجهراً
وأجعل جاعةَ الشطّار زادي
وآخذ في مذاهب قومٍ لوطٍ
ولا آلو تمرّدَ قومِ عادِ
كن أول من يراجع “الفكاهة والائتناس في مجون أبي نواس”