“الإسكندرية أخيراً. الإسكندرية قطر الندى، نفتة السحابة البيضاء، مهبط الشعاع المغسول بماء السماء، وقلب الذكريات المبللة بالشهد والدموع. العمارة الضخمة الشاهقة تطالعك كوجه قديم، يستقر في ذاكرتك فأنت تعرفه ولكنه ينظر إلى لا شيء في لا مبالاة فلا يعرفك كلحت الجدران المقشرة من طول ما استكنت بها الرطوبة. وأطلت بجماع بنيانها على اللسان المغروس في البحر الأبيض، يجلل جنباته النخيل وأشجار البلح ثم يمتد من طرق قصي حيث تفرقع في المواسم بنادق الصيد. والهواء المنعش القوي يكاد يقوض قامتي النحيلة المقوسة، ولا مقاومة جدية كالأيام الخالية ماريانا، عزيزتي ماريانا، أرجو أن تكوني بمعقلك التاريخي… وعلى دنياي السلام. لم يبق إلا القليل، والدنيا تذكر في صورة غريبة للعين الكليلة المظللة بحاجب أبيض منجرد الشعر. ها أنا أرجع إليك أخيراً يا إسكندرية. ضغط على جرس الشقة بالدور الرابع فتحت شراعة الباب، فتحت شراعة الباب لنا وجه ماريانا تغيرت كثيراً يا عزيزتي. ولم تعرفني من الطرقة المظلمة. أما بشرتها البيضاء الناصعة وشعرها الذهبي فقد توهجا تحت ضوء ينتشر من نافذة بالداخل، بنسيون ميرامار؟ نعم يا فندم! أريد حجرة خالية”.
ميرامار
د.ا9.00
رواية تسرد حكايات نزلاء في بنسيون بالإسكندرية، كاشفة صراعات اجتماعية وفكرية تعكس تحولات مصر بعد الثورة.
Available on backorder
You may also like…
-
زقاق المدق
رواية تتناول حياة سكان زقاق مدق في القاهرة، كاشفةً عن التحولات الاجتماعية والسياسية في مصر خلال الحرب العالمية الثانية.
-
حديث الصباح والمساء
رواية تدور حول تطور الأفراد والمجتمع المصري عبر الأجيال، مستعرضة صراعات الحياة اليومية وتعقيداتها في إطار فلسفي إنساني.
-
السمان والخريف
رواية فلسفية تسلط الضوء على صراعات الإنسان الداخلية في فترة ما بعد الثورة، وتتناول قضايا الهوية والتغيرات الاجتماعية في المجتمع المصري.
-
رادوبيس
رواية تصور قصة حب مأساوية بين الفرعون والجميلة رادوبيس في مصر القديمة، تعكس الصراع بين العاطفة والسلطة.
كن أول من يراجع “ميرامار”