الوصف
في رواية “نطفة” لأدهم شرقاوي نقف على سيرة سجن إستثنائي، تجلت فيقه القسوة في أقصى مداها، وانعدمت فيه المشاعر الإنسانية إلى حدها الأدنى، هي سيرة حبٌ وألم تكشف عن حضور كبير لمفردات الوجع النفسي، إذ يغدو العذاب مضاعفاً يتجاوزه لألقته، مع الحبيب، القابع خارج أسوار السجن، وبهذا تكون المعاناة مضاعفة عاطفياً ومتصلة بما هو مشترك مع الآخرين، من أهل وأحبة في الوطن الواحد.
تدور أحداث الرواية في غزة المحتلة، هي غزة المحكومة بالحرب كما الأرض المحكومة بالدوران، أبطالها (حمزة) الشاب الجامعي الذي ضاق عليه ظهر الأرض فوجد في بطنها متسعاً، يحفر الأنفاق إستعداداً للمعركة القادمة، و(أسماء) الفتاة الجميلة في عامها العشرين، يلتقي بها (حمزة) صدفة فتعجبه، وتنقلب حياته رأساً على عقب، وتنشأ بينهما علاقة حب صادقة تنتهي بالزواج.
تتوالى الأحداث في الرواية، حتى يعتقل (حمزة) بعد شهر من زواجه بـ (أسماء) ويحكم بالسجن لسنوات، في سجون العدو، ولكي ينجب، يقرر هو وأسماء تهريب (نطفة) لينجبا رغماً عن أنف إسرائيل وزنازينها، فكلاهما يؤمن أنهما لا ينجبان أطفالاً؛ وإنما جنوداً للمعارك القادمة، ويتم لهما الأمر.
من أجواء الرواية نقرأ: “… هذه حكايتنا يا أسماء، بدأتُ أكتبها وأنا لا أعرف نهاية لها، أول حرف خططته كان في زنزانة، وآخر حرف أخطه الآن في بيتٍ يجمعنا، أنت الآن نائمة على مرمى متر من قلبي، وأمل على ذراعكِ، أنظر إليكما، وقد عرفت الآن فقط ماذا عني درويش حين قال: على هذه الأرض ما يستحق الحياة…”.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.