الوصف
بين يدي القارئ الجزء الثالث من الأعمال الشعرية الكاملة (1975-1980) للشاعر أدونيس وتضم -1 مفرد بصيغة الجمع، 2-المطابقات والأوائل. وهو كتاب أشبه بحصيلة شعرية للشاعر، أو هو طموح المشروع الأدونيسي فهذا المفرد الذي هو بصيغة الجمع يرغب في أن يلعب مجدداً، كأن يعيد إبداع على طريقته لعبة الإبداع من هنا تتمازج وتتباعد وتتشابك العناوين تكوين تاریخ جسد سيمياء، مع المضامين لتشكل قصائد متفردة، ذات رؤى فلسفية ووجودية ما يذكرنا بقوله: “على الشاعر أن يحف باللغة ويفجرها كي يسبر أغوار المجهول فيها والمجهول في هذا الكتاب هو رهان الشاعر على “الخلق”، حيث الصور والأحلام والإنبهارات والرغبات والهاويات تجد نفسها تتجسد وتنبثق تحت سماء، حيث تبكي الجثث والآلهة. لقد عادت الأرض لتصبح غزوة بعد الطوفان، أرض لا تزال بعد مزروعة بالأنقاض، ومع أدونيس “التائه”، “المتشرد”، كان يعبر كل المتاهات ويمحو كل الحدود”.
في القصيدة التي يفتتح بها المجموعة ( تخطيطات) نقرأ للشاعر: “لم تكن الأرض جسداً كانت حرجاً كيف يمكن السفر بين الجسد والجرح كيف تمكن الإقامة ؟ أخذ الجرح يتحول إلى أبوين والسؤال يصير فضاءً أخرج إلى الفضاء أيها الطفل (…)”. إنه الطفل الأمل، الذي يتمثله الشاعر في صور الجمال والنضج الحتمي، وكأنه يرسم صورة الطفل الذي سيكبر، ويحقق أحلام ثورية لم تتحقق في الجيل السابق، فهذا أدونيس في القسم الثاني من هذا الكتاب “المطابقات والأوائل” يخاطب طفله الذي كان (هـ) قائلاً له: أيها الطفل الذي كنت تقدم ما الذي يجمعنا الآن، وماذا ستقول ؟ يقول أدونيس: ليس لنا نحن الذين شيخنا أن نحلم، للأطفال وحدهم أن يحلموا لأحلامهم وحدها أن تعلمنا كل شيء يسقط الآن الأفكار والأعمال الرؤى والمخططات، والأشياء الفاجعة المنفرسة في تاريخنا، والتي حاولنا أن نقتلعها يوماً ما سبقتنا وتكاثرت” وفي مقام كهذا تكبر الكلمات والعالم والأحلام لتصير شعراً يقرأ.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.