الوصف
وفي الصميم نحن وحيدون حياتنا أشبه بالعلب الصينية: علبة داخل علبة – وتتضاءل العلب حجماً، إلى أن نبلغ العلبة الصغرى في القلب منها جميعاً، وإذا في داخلها – لا خاتم ثمين من خواتم ابنة السلطان، بل سرّ أثمن وأعجب الوحدة وهل كانت بي حاجة إلى أن أقتلع من جذوري ويُقذف بي بين الحوافر والبراثن بين لواهب الصحراء وزعبق المدن البترولية، لكي أعرف ذلك ؟ القماشة عريضة، والسواد فيها كثير، والبقع قليلة متباعدة الطالبة الهاربة من أبيها إلى القبور لتقابل حبيبها لحظتين رهبيتين أضاءت في سواد القماشة، وأعود إلى آلام كآلام الصلب في مأساة تتجدد، فيقولون عني: إنحطاطي ماكر، يناقض نفسه، يعبد القرش، ما عادت أرضه تعني له شيئاً، كأنهم يريدوونني أن أحمل حفنة من ترابها في كيس من ورق في جيبي دليلاً على ألمي، وأنا أحمل صخورها البركانية الزرقاء كلها في دمي في العلبة الصغرى التي في قلب العلب كلها، مع وحدتي ووحشتى كلنا وحيدون “.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.